الحمد لله معز الإسلام بنصره ، مذل الشرك بقهره ، مصرف الأمور بأمره ، مدير النعم بشكره ، مستدرج الكافر بمكره ، جاعل العاقبة للمتقين بفضله .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، المبدئ المعيد ، الفعال لما يريد ، لا تبلغه صفات العبيد ، ولا منازع له ، ولا نديد .
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الحوض واللواء وإمام المرسلين ، وخاتم الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليه ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر ، أو تمايل ورق على شجر.
أخي إن كنت ترغب في سمو القدر ، ونباهة الذكر ، وارتفاع المنزلة بين الخلق ، وتلتمس عزاً لا تثلمه الليالي والأيام ، ولا تنقصه الدهور والأعوام ، وهيبة بغير سلطان ، وغنى بلا مال ، ومنعة بغير سلاح ، وعلاء من غير عشيرة ، وأعواناً بغير أجر ، وجنداً بلا ديوان ، فعليك بالعلم فاطلبه في مظانه ، تأتك المنافع عفواً ، وتلقَ ما يعتمد منها صفواً ، واجتهد في تحصيله ليالي قلائل ، ثم تذق حلاوة الكرامة مدة عمرك ، واستبق لنفسك الذكر بعد وفاتك .
وإنما المقصود هنا علم الشريعة , القائم على أصولها والنابع من أدلتها . فهذا النوع من العلم هو العلم النافع ، وهو أشرف وأفضل وأجل العلوم وأوكدها ، وما سواه من العلوم فهو عالة عليه ، وتابع له ..!
والسالك في هذا الطريق - طريق طلب العلم - سالك في طريق مبارك يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويوصل صاحبه إلى مجدي الدنيا والآخرة ..!