لقد أمر الشرع بصلة الرحم ، وحذّر من قطيعتها ، فكيف تكون الصلة ؟
اعلم رحمك الله أن حقيقة صلة الرحم هي العطف والرحمة والإحسان إلى الأقارب بحسب حال الواصل والموصول ، فتارة تكون بالمال ، وتارة بالخدمة ، وتارة بالزيارة ، والسلام ، ويحصل بالعطف عليهم ، والرفق بهم ، والرعاية لأحوالهم ، وحضور أفراحهم وأتراحهم ، والاتصال عليهم ومراسلتهم .
وهي درجات بعضها أرفع من بعض ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة .
وقطيعة الرحم ضد ذلك كله وتكون بالإساءة إلى الرحم وترك الإحسان وقد بيّن ذلك العلماء وإليك جملة من أقوالهم :-
قال النووي رحمه الله : صلة الرحم ، هي الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل و الموصول ، فتارة تكون بالمال ، وتارة تكون بالخدمة ، وتارة بالزيارة والسلام ، وغير ذلك .
وقال القاضي عياض رحمه الله : لا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة ، وقطيعتها معصية كبيرة ، والأحاديث تشهد لهذا ،
ولكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض ، وأدناها ترك المهاجرة بالكلام والسلام ، وتختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة ، فمنها واجب ، ومنها مستحب ، ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعاً ، ولو قصّر عما يقدر عليه ، وينبغي له لا يسمّى واصلاَََََََ .
وقال الزين العراقي : تكون قطيعة الرحم بالإساءة إلى الرحم ، وقال الحافظ ابن حجر : القاطع الذي لا يُتفضل عليه ، ولا يتفضل .
وقال ابن حجر الهيثمي : الصلة إيصال نوع من الإحسان .