إذا كانت الأمم تفخر بتاريخها ورجالاتها فأمتنا هي أحظ الأمم بتاريخ يشرق عدلاً وإيماناً ويشرف برجالات كانوا غرة في جبين الدهر وتاجاً يتألق على مفرق التاريخ.
كانوا سادة العالمين أتباع سيد المرسلين فتوحهم فتوح الصالحين وعيشهم عيش الزاهدين.
وأفضل الصحابة هو أبو بكر الصديق ومن فضائله أنه :
1- أول من أسلم من الرجال.
2- أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- أعمق الناس فهماً لدين الله.
5- يدعى من أبواب الجنة كلها.
6- السباق إلى الخيرات .
7- الأرحم بالأمة لحديث أرحم أمتي بأمتي أبو بكر
كان أبو بكر أولهم إسلاماً وأرجحهم إيماناً وأسدهم رأياً وأنداهم كفاً وهو الخليفة العادل والأب الحنون والسياسي المبدع والخطيب المفحم ( إبداع بلا حدود ) .
كان الصاحب الرفيق يلقب بالصديق ويسمى العتيق كان خدناً للنبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية.
لم يسجد لصنم قط، ولم يشرب الخمر في جاهلية ولا إسلام فلما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم كان أسرع الناس استجابة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت منه عنده كبوة وتردد ونظر إلا ما كان من أبي بكر ما عكم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه)
وما إن أشرقت نفسه بالتوحيد حتى وقف نفسه وماله وولده في خدمة الإسلام والدعوة إليه.
ألا تعلم أنه جاء في يوم إسلامه بخمسة كانوا من العشرة المبشرين بالجنة عثمان والزبير وعبد الرحمن وسعد وطلحة وها هو يضرب أروع الأمثلة في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه اجتمع صناديد مكة ذات يوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء الصريخ إلى أبي بكر أن أدرك صاحبك فجاء وهو يقول: اتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله فمالوا إليه ونالوا منه كثيراً
لما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر الإسراء والمعراج قال إن كان قالهافقد صدق فسمي بالصديق
لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الهجرة أخبر أبا بكر فقال الصحبة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فجعل يبكي من شدة الفرح
واشترى ناقتين وأعلفهما ورق السمر وخرج بماله كله ولما خرج جند كل طاقته من أجل نجاح مشروع الهجرة فأسماء تشق نطاقها وابنه عبد الله يأتيه كل سحر بالأخبار ومولاه عامر بن فهيرة يروح عليهما بالغنم ولقد كان في الهجرة صادق المشاعر مرهف الأحاسيس
ثم هو بعد ذلك يصاحبه في سفره وحضره ويلازمه ملازمة العين لأختها
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتاعت الأنفس وطاشت العقول وذهلت القلوب وأقعدت الدهشة وأحاطت الحيرة فيثبت الله الأمة بأبي بكر وكان رجل الموقف الوحيد فهل في عظماء الأمم بطل بعد الأنبياء وقف موقف أبي بكر صلابة وعزماً وفطانة وحزماً.
بويع أبو بكر بالخلافة على مشهد من المهاجرين والأنصار ولم يختلفوا عليه فقاد الأمة في مسالك مدلهمة حتى بلغوا القمة
قال ابن مسعود رضي الله عنه كانوا بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم كرعية شاة في ليلة باردة شاتية والذئاب من كل صوب فما تركهم أبو بكر حتى تنمروا.
أنفذ جيش أسامة وقاتل مانعي الزكاة وحارب المرتدين يقدم على العظائم ويصمد للشدائد كانت خلافته سنتين وشيء مات ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخر سنة ثلاث عشرة من الهجرة.